جدة- يوتايمز
نظّم منتدى أسبار الدولي، مساء أمس الإثنين 6 مارس 2020م، ندوة عن بعد
(webinar) بعنوان: “الخدمات والمواطنون: التقنية في مواجهة كورونا”، استضاف خلالها خمسة من المسؤولين والخبراء والمختصين.
وسلطت الندوة الضوء على فاعلية الخدمات الإلكترونية والحلول التقنية في مواجهة كورونا، وكفاءة البنية التحتية التقنية في مواجهة كورونا، إضافة إلى دور التحول الرقمي في مواجهة كورونا، فضلا عن دور الأمن السيبراني في مواجهة كورونا،والأثر الاجتماعي والاقتصادي للتقنية في ظل أزمة كورونا.
بداية أوضح العقيد ناجي القحطاني، مدير الإدارة العامة لتقنية المعلومات بوزارة الداخلية، أن وزارة الداخلية حريصة دائما على استخدام التقنية ودعم التحول الرقمي برعاية سمو وزير الداخلية حفظه الله. مؤكدا أن الوزارة تقدم خدماتها الإلكترونية عبر منصة “أبشر” لكافة المواطنين والمقيمين، وكذلك للجهات الحكومية والقطاع الخاص. مبينا أن التحول الرقمي بدأ في خدمات الوزارة منذ عشر سنوات، واليوم نقطف ثمار هذه الإستراتيجية في مثل هذه الظروف جراء جائحة كورونا. لافتا إلى أن هذا التحول الرقمي أثبت تقدما وتطورا كبيرين، حيث لم تتأثر الخدمات التي تقدم الوزارة للمواطن والمقيم وأيضا للجهات الحكومية خلال هذه الأزمة.
وشدد القحطاني على أن الأولوية في هذه الجائحة هي سلامة الموظف والمستفيد، والالتزام بالاحترازات والحد من تواجد الموظفين في بيئة العمل، بما يضمن استمرار أعمالهم الروتينية، وعدم تعثرها داخل القطاع أو المنشأة. مؤكدا أن العمل عن بعد أصبح تجربة تمارسها جميع الجهات من خلال تفعيل بعض الوسائل والأدوات الإلكترونية المختلفة، وهذا التوجه يشجع على استمرار العمل بهذه الصورة في المستقبل حتى فيما بعد الجائحة، من خلال الاستفادة من المنصات المتاحة، والتحول من استخدام تقنيات عادية إلى منصات مواحدة ومتكاملة في أي ظرف من الظروف.
أما م. وليد بن سعود الرشود، وكيل وزارة العدل للتخطيط والتطوير، فقال إن مثل هذه الأزمات كأزمة كورونا تعد فرصة للتعاون بين الجهات الحكومية، وهي أيضاً فرصة للتحول الرقمي من خلال بروز العديد من الخدمات. موضحا أن التحول الرقمي في الجهات الحكومية ليس مسألة تقنية فقط، بل ثقافة غيرت الأشكال الرئيسة لمنظومة العمل، مبينا أن التركيز على المستفيد ومعرفة احتياجاته وكيفية تقديم الخدمة له بأفضل طريقة ممكنة جزء أصيل في استراتيجية وزارة العدل، التي بدأت في استخدام التقنيات والأتمتة منذ فترة، ولم يعد استخدام الورق موجوداً في معاملاتها.
واستعرض الرشود الخدمات الإلكترونية الرئيسة التي تقدمها وزارة العدل ومنها بوابة “ناجز”، التي تشتمل على أكثر من 120 خدمة يستفيد من خدماتها بشكل أو بآخر أكثر من مليون مشترك في البوابة وأيضا خدمة الإفراغ الإلكتروني التي انطلقت بشكل تجريبي، وهي تغطي عملية نقل الملكية العقارية بصورة رقمية كاملة بالتعاون مع الجهات الأخرى ذات العلاقة مثل مؤسسة النقد، والبنوك، ووزارة الداخلية، كما نعمل اليوم على تطوير تجربة المحاكمة عن بعد (الجلسات عن بعد) بحيث تكون متاحة، وهناك صك إلكتروني، ضبط إلكتروني، إصدار وكالات إلكترونية، وغيرها من التحولات التي بدأناه منذ فترة طويلة تظهر نتائجها اليوم واضحة. أما على المستوى الداخلي للوزارة، فقد بات موظفو الوزارة قادرين على القيام بأعمالهم بشكل جيد في هذه الظروف الاحترازية دون التعرض لأي نوع من أنواع الخطر، مبينا أنه منذ اليوم الأول كانت القنوات الإلكترونية متاحة للعمل عن بعد، مؤكدا أن تحقيق التحول الرقمي في أي منظمة أو منشأة يتطلب تغيير المنظور التقليدي، لذا فالأزمات تعد فرصا للتحولات، واستمرارها في مرحلة ما بعد الأزمة.
في حين أشار م. عبدالعزيز الشمسان، الشمسان المشرف العام التنفيذي لتجربة العميل والتحول الرقمي بوزارة الموارد البشرية، إلى أن موظفي وزارة الموارد البشرية معتادون على العمل عن بعد منذ 6 سنوات نظراً لحجم الوزارة وعدد الفروع والإدارات المتفرقة في أنحاء المملكة، مبينا أنهم قاموا بتفعيل العمل عن بعد في أول 24 ساعة لصدور قرار العمل عن بعد في القطاع الحكومي. موضحا أن البنية التحتية لدى الوزارة جاهزة، كما أن جميع الإدارات قامت بتدريب موظفيها على العمل عن بعد منذ الأسبوع الأول للحظر، وحالياً يعمل جميع الموظفين من منازلهم.
ولفت الشمسان إلى أن مستوى نضج الوزارة في التحول الرقمي في الوزارة بلغ 91%، وأغلب الخدمات التي تقدمها الوزارة أصبحت مؤتمتة. مضيفا أنه فيما يخص قطاع العمل، فإن هناك منصة “قوى” وهي موجهة لقطاع الأعمال، وتتضمن 158 خدمة 80 منها مؤتمتة بالكامل ولا تحتاج إلى أي تواصل بشري. أيضا هناك منصة “مساند” للاستقدام وهي كذلك مؤتمتة بالكامل وفيها 12 خدمة كما أطلقت الوزارة في مجال العمل عند بعد، شركة عمل المستقبل، التي تهتم بتقنيات العمل عن بعد، وهي تقوم بدور إيجابي وكبير برز في أزمة كورونا، وبدأت الشركة تعمل بفاعلية، وستطلق العديد من المبادرات في المرحلة القادمة.
فيما أكد سعادة الدكتور محمد المشيقح، الخبير الأمن السيبراني، أن هنالك تحولا رقميا متسارعا جداً اليوم وما كان بالمستقبل بعيدا أصبحنا نراه اليوم، موضحا أن التقنيات كانت موجودة لكن ما حدث بسبب أزمة كورونا فقط هو تغير في نموذج العمل الذي تطلب استخدام هذه التقنية، لافتا إلى أن ما حدث هو اكتشاف تقني جعل العالم كله يتحول الى التقنية، مشيرا إلى فيروس كورونا أصاب الناس وأثر في حياتهم بشكل ضخم وكبير جداً كما كلف اقتصادات العالم أكثر من 10 مليارات دولار في بضعة أسابيع.
وأوضح المشيقح أن هناك اختراقا لبعض التطبيقات وسرقة لبيانات المستخدمين مبينا أنه من الطبيعي في أي وقت أن حينما تكون هناك تغطيات معينة وسيتم استخدامها بشكل كبير ومتسارع خاصة في مثل هذا الوقت تصبح هدفا للمخترقين في كل العالم للوصول الى البيانات، موضحا أن قائمة التطبيقات التي نستخدمها مستهدفة لذلك فقد تم تأسيس الهيئة الوطنية للأمن السيبراني وهي الجهة المناطة بالأمن السيبراني في المملكة ولديها مركز اسمه المركز الاسترشادي لأمن المعلومات الذي يعنى بإرسال التحذيرات للتطبيقات المختلفة بوجود اختراق، لذا ومع أزمة كورونا فقد استثنيت عدة جهات ومنها مركز العمليات التابع للهيئة الوطنية للأمن السيبراني من إيقاف العمل في القطاع الحكومي للحفاظ على بيانات المستخدمين ومنع سرقتها ومواجهة تهكير بعض التطبيقات.
بدوره أوضح سعادة الدكتور هشام بن عباس، كبير الاستشاريين في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، أن التحول الرقمي هو أحد أهداف رؤية 2020 وهو أحد العناصر الأساسية التي أولتها الحكومة اهتماما كبيرا، مؤكدا أن الجميع يؤمن بأهمية هذا التحول وقيمته الاقتصادية، لاسيما في ظل هذه الأزمة التي أعطتنا فرصة أكثر لتسريعه مبينا أن التحول الرقمي يعتمد على عاملين رئيسين الأول تقني وهو القدرة الفنية على تطوير التطبيقات التي تلبي حاجات العميل أو المستخدم كالتطبيقات والمنصات والبرمجيات نفسها أما العامل الثاني فيتمثل في الاحتياج ولمس الفائدة من هذا من هذا التحول الرقمي. موضحا أن هناك الكثير من التطبيقات ولكن لا توجد القناعة باستخدامها.
وشدد عباس على أهمية استخدام التقنية وخاصة الناشئة مثل البلوكشين، والروبورت، والذكاء الصناعي، وإنترنت الأشياء، والواقع المعزز، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والدرونز، خاصة في هذا الوقت في ظل تفشي فيروس كورونا، مبينا أن الكثير من الناس في هذه الجائحة لجأت إلى التعامل الالكتروني، وقد ترجم ذلك في نظام العمل عن البعد واستخدام الكثيرين المنصات الإلكترونية بعيدا عن الحضور الشخصي، لافتا إلى أن الجهات الحكومية كانت سبّاقة بإطلاق الكثير من خدماتها عن طريق المنصات، مبينا أن هناك أكثر من 250 منصة حكومية وشبه حكومية، موضحا أن أزمة كورونا ولله الحمد أعطتنا دروسا مستفادة وحيث بتنا نستطيع مستقبلاً أن نقدم خدمات وأعمالا ونماذج مبتكرة ومتطورة اعتماداً على التقنية، مؤكدا أهذه الأزمة أعطتنا الضوء الأخضر لما سيكون عليه العمل في المستقبل، متوقعا أن تصبح التقنية جزءا من أساسيات العمل مستقبلاً.
يشار إلى أن الندوة شارك فيها كل من م. وليد بن سعود الرشود وكيل وزارة العدل للتخطيط والتطوير، إضافة إلى خبير الأمن السيبراني الدكتور محمد المشيقح، والعقيد ناجي القحطاني مدير الإدارة العامة لتقنية المعلومات بوزارة الداخلية، و م. عبد العزيز الشمسان المشرف العام التنفيذي لتجربة العميل والتحول الرقمي بوزارة الموارد البشرية، و د. هشام بن عباس كبير الاستشاريين في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.
وقد أدار الندوة د. حامد بن ضافي الشراري عضو مجلس الشورى السابق ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية للتحول الرقمي (رقمن) وأستاذ الهندسة الكهربائية المشارك والمشرف على إدارة الشراكات والتعاون الدولي في الجامعة السعودية الإلكترونية.
ويأتي تنظيم الندوة يأتي في إطار اضطلاع منتدى أسبار الدولي بدوره في مناقشة وتغطية مواضيع وقضايا الفكر والسياسة والثقافة والمجتمع، وإيجاد حلول مبتكرة لها، فضلا عن مواكبة آخر وأحدث المستجدات المحلية والخليجية والعربية والعالمية ومنها تفشي فيروس كورونا المستجد الذي يواصل الانتشار والتمدد عالميا بسرعةٍ لافتة، حيث إنه لحق بأكثر من 200 دولة حول العالم.