قصص الحب التاريخية:تثبت الرجال أصدق من النساء في الحب
يُعرِّف العلماء الحب على أنه مجموعة من المشاعر التي تنشأ نتيجة بعض الانفعالات بدماغنا البشري، ورغم أنهم لم يفسروا كيفية حدوثه بشكل كامل، إلا أنه يعد من أكثر المواضيع التي اهتمت بها البشرية منذ نشأتها وحتى الآن، ولم يتم اتخاذ الحب كموضوع مهم في العلم فقط، بل تناولته جميع فروع الأدب أيضًا من نثر وشعر وغيرها، طالما كان أحد المشاعر التي أثرت في البشرية.
وعندما يتم ذكر الحب، يأتي سؤال مهم، هل الرجال أصدق في الحب أم النساء؟
حقيقة، رغم أن الأمر يعتبر نسبي إلى حد كبير، إلا أن هناك العديد من القصص والمواقف التي تشير إلى صدق الرجال في حبهم عن النساء، وهو أمر تناوله العديد من الأدباء والفلاسفة في كتاباتهم حتى الآن، فنجد الفيلسوف المشهور “نيتشه” يصف المرأة بأنها غدارة مثل القطط، كما نجد لأرسطو وشوبنهاور أيضًا العديد من الآراء التي تعارض تصرفات المرأة.
لكن هل توقف الأمر عند الآراء الفلسفية والأدبية فقط؟
لا، لم يتوقف هنا، فهناك العديد من القصص التي تخبرنا الكثير عن مدى تمسك الرجال بحبهم، وغدر النساء بهم رغم ذلك، ونعرضها لكم كي نوضح وجهة نظرنا في السطور التالية.
قصة قيس وليلى
أحبـك يا ليلى مـحبة عاشـق عليه جـميع المصعبات تـهون
أحبك حبا لو تحبين مثله أصابك من وجد علي جنـون
كانت تلك أحد أبيات قيس بن ملوح ابن مزاحم العامري، التي قالها في قصيدته “أحبك يا ليلى”، قبل أن يهيم على وجهه في الصحراء ويموت نتيجة الحزن الشديد الذي أصابه على فقدان ليلى.
تبدأ الحكاية عندما تربى ذلك الطفل الصغير مع فتاة تُدعى ليلى العامرية، كي يشبّوا سويًا ويقعوا في حب بعضهم البعض وتنشأ بينهم واحدة من أقوى قصص الحب التي خلدها التاريخ.
وقُد عُرف عن قيس بلاغة لسانه وجمال شعره، لذلك، كان دائمًا ما يُنشد الأشعار عن ليلى في الطرقات وفي كل مكان حتى أطلق الناس عليه أنه “مجنون”، وقد كانت تلك التسمية ليست بسبب أنه كان مجنونًا حقًا، بل بسبب حبه الشديد لـ ليلى، حيث كان متيمًا بها إلى أبعد الحدود، يسير هنا وهناك يتحدث عن جمالها وحسنها بالشعر، كي يصبح مثالًا يُحتذى به للعاشق والمحب الصادق عند العرب.
لكن، هل قصة قيس وليلى بالفعل هي قصة حب وعشق فقط كما يرويها البعض؟
حقيقة، لا أرى في قصة قيس وليلى سوى رجل أحب حتى قتله حبه، فيُروى أن قيس تقدم إلى ليلى وعرض عليها مهرًا كبيرًا حيث كان من نسب غني، لكن رغم ذلك قام أهل ليلى برفض تزويجها إليه، حينها بدأ قيس في محاولة جميع الطرق كي يحصل عليها، حتى أنه حاول أن يختطفها ذات مرة لكنه فشل في النهاية.
وبمرور الوقت بدأ حال قيس في التدهور، وخصوصًا بعدما سمع خبر زواجها من رجل آخر، لكن رغم ذلك، لم يَقِّلَ حب قيس إلى ليلى وظل مشتعلًا، حتى مات زوج ليلى وذهبت إلى قيس في الصحراء، كي تموت هي أيضًا بعد فترة، حينها يبدأ قيس بالهيم على وجهه في الصحراء يطلق الأشعار عنها ويبكي، حتى وجدوه يومًا ما ميتًا بين الصخور أمام قبرها من كثرة الحزن والأسى.
قصة روميو وجولييت
رغم أنها إحدى الأعمال المسرحية لوليام شكسبير، إلا أنها تعبر بشكل كبير عن الواقع وتعكسه كما كانت تفعل أنواع الأدب حينها.
تبدأ القصة في إيطاليا عندما كان هناك عراك بين عدة عائلات من ضمنها عائلتي روميو وجولييت، حيث يتجدد العداء بينهما، وهو ما يقف عائقًا كبيرًا أمام حبهما الذي تعهدا على أن يستمر للأبد بغض النظر عن الظروف.
لكن تتطور الأمور وتعلم عائلة جولييت بالأمر، فتجبر جولييت على التزوج من رجل آخر يدعى “باريس”، لكنها ترفض، ثم تقرر أن تنفذ خطة تخرجها من تلك الورطة، فتعقد اتفاقًا مع أحد الرهبان بأن تشرب ترياقًا يجعلها تبدو ميتة يوم الزواج، ثم تهرب بمجرد أن يتم نقل جثمانها، وتتفق مع الراهب أن يخبر روميو بتلك الخطة.
تقوم جولييت بتنفيذ الخطة، لكن الراهب يفشل في اخبار روميو فيظن أنا ماتت، وبمجرد أن يذهب إلى قبرها يجد باريس هناك، فيتعارك معه ويقتله روميو، ثم يشرب السم ويموت ظنًا منه أن جولييت قد ماتت.
قصة مقولة “النساء أولًا”
بالتأكيد سمعنا جميعًا عن مقولة “النساء أولًا” أو كما يُطلق عليها بالإنجليزية “Ladies First” وهي تعبر عن احترام وتقدير الرجل للمرأة في العديد من المواقف، لكن رغم ذلك، تُعبر تلك الجملة عن إحدى قصص الحب المأساوية على الإطلاق. حيث تبدأ قصة حب بين شاب من عائلة غنية في إيطاليا، وفتاة من عائلة فقيرة، وبمجرد أن يعرض على أهله أن يتزوجها يواجه رفضًا شديدًا، فيقرر أن لا شيء سوف يوقفه على الإطلاق أو يفرقه عن حبيبته، ويتفقان على الانتحار سويًا.
يذهب الشاب والفتاة إلى أحد الصخور الشاهقة المُطلة على أحد البحار، وبينما تتقدم الفتاة للقفز، يمنعها على ذلك حيث أنه لم يريد أن يراها تموت أمامه، ويقرر أن يقفز هو أولًا ثم تقفز هي من بعده.
وبالفعل، يقفز الشاب أولى ويلقى حتفه بشكل مروع، فتخاف الفتاة من الموت بتلك الطريقة، وتغير رأيها ثم تعود إلى قريتها وتتزوج من رجل آخر، وتخل بكل الاتفاقات التي قالتها لحبيبها الذي مات من أجلها. وبمجرد أن علم أهل البلدة بذلك الأمر، أدركوا أن المرأة غدارة، وبدأوا في إطلاق مقولة “النساء أولًا” من حينها حتى الآن.
من هذه القصص نستنتج الكثير عن مدى صدق الرجال وتمسكهم به حتى النهاية، على عكس النساء اللواتي لا يترددن في خيانة الحب والزواج من رجال آخرين غير الذين أحبوهم. قد يكون الأمر نسبي إلى حد كبير، وهو لا يعني أن النساء لا يمكنهم الحب والإخلاص، لكن مع ذلك، عند التطرق إلى ما يخبرنا به التاريخ، لا يمكننا نكران أن الرجال دائمًا ما يكونوا أصدق.