مصور الحشرات :رياض يطمح بأن صورالحشرات تصبح مرجع لدى الجامعات السعودية
جازان – فريق يوتايمز
قد يتساءل كثير من الشباب عن هذه الصور الرائعة لأصدقائهم، والتي ينشرونها على حساباتهم في السوشيال ميديا، وقد يحاولون أيضا الحصول على صور لهم مثل هذه، فإذا كان الأمر كذلك فهم يسعون إلى التصوير الفوتوغرافي ليتمكنوا من إخراج صور عالية الاحترافية.
إن فن التصوير الفوتوغرافي هو فن الشغف بالتفاصيل، وبأن ما نراه في الصور ليس مجرد مخلوقات عادية، وإنما كل صورة تمثل لوحة فنية يتجاوز جمالها حجمها ومكوناتها المرئية. ومن هنا كان الاتجاه إلى تصوير الماكرو حيث الأشياء الدقيقة والتفاصيل الرائعة التي تظهرها كاميرة المصور المحترف.
وقد يشعر الإنسان بالغيرة عندما يعلم أن هناك نملة سبقته إلى جلسات تصوير، حيث إن الأمر ليس حكرا على نجوم السينما أو عروسين في زفافهما، ولكن الأمر يتعدا ذلك إلى الكثير من الأشياء الأخرى التي تُظهرها عدسة الكاميرا.
ومن يدخل صفحة رياض أحمد حمزي ينبهر ويزداد شغفه بهذا العالم الصغير الذي يمتلئ بالتفاصيل، وهو واحد من أهم مصوري الماكرو في العالم العربي كله، ويقضي ساعات كثيرة متواصلة من أجل التصوير والخروج بصورة واضحة لحشرة دقيقة، ويستخدم في ذلك تقنية التكديس، أي التقاط عدد كبير من الصور قد يصل إلى 300 صورة، وذلك ليتمكن من الحصول على تفاصيل الحشرة ثم دمجا في صورة واحدة.
وقد أجرينا مع رياض الحوار التالي ليوضح لنا كثيرا من الأمور المهمة عن ذلك الفن وشغفه به.
حدثنا عن شغفك في التصوير أولا ؟
شغف التصوير بشكل عام مثل أي شغف آخر في هذه الحياة فهو يعتبر كل شيء، ويأخذ من وقتي أكثر من 50٪ تقريبا من حياتي اليومية. وأنا أعتبر التصوير كل شيء؛ سواء في المنزل إذا فتحت الكمبيوتر فيكون تصوير، واذا مسكت الجوال تقريباً 80٪ من وقتي مع الجوال أكون مشغولا بالتصوير سواء قراءة أو مشاهدة.
ما هو الدافع الذي جعلك تختار احتراف تصوير الحشرات؟
بدأت التصوير في تصوير الماكرو في عام 2016م في مدينة جدة، حيث كانت توجد ورشة تصوير في المشاتل الخاصة بمطار الملك عبدالعزيز الدولي برفقة المصور الأستاذ سعود محجوب والمدرب سلطان منديلي، وكانت الورشة تحت إشراف جمعية الثقافة والفنون بجدة. وكان في المشتل مجموعة أشجار وورود… الخ. فكنت أشاهد الأستاذ سعود وهو يصور، ولاحظت أن تصويره يجرّد أي شيء أمامه، فهو مثلا يصور ورقة عن قرب فيدخل في تفاصيل الورقة وكان يصور الورود ويدخل بتفاصيلها، وذلك الشيء هو ما جذبني لها في بدايتي، وحينها أخذت عدسة ماكرو من أحد المتواجدين معنا بالورشة وكنت أصور عن قرب، وبعدها قطعتها إلى عام 2018م.
وقد كنت في المنزل في مدينة جيزان وكانت معي الكاميرا وشاهدت أمامي ذبابه وشدت انتباهي فقمت بتصويرها؛ وسبحان الله شاهدت فيها ألوان وتفاصيل جميلة ومن بعدها قررت التعمق إلى وقتنا الحالي.
متى بدأت فكرة تصوير الحشرات ؟
بدأت الفكرة في شهر مايو عام 2018م
هل هناك شخص ما كان هو السبب في جعلك تختار تصوير الماكرو؟
نعم، وهو المصور الأستاذ سعود محجوب. فعندما كنت أشاهده يصور، كنتُ ألاحظ أنه يصور تصويرا تجريديا؛ وهو أنه يصور أي شيء أمامه لكنه يُجرده، أي يصوره ليبرز كل التفاصيل الدقيقة في الموضوع أمامه.
ما هو تصوير الماكرو حدثنا عنه قليلا ؟
الماكرو بشكل عام نوعان ماكرو macro وميكرو micro
الماكرو مصطلح علمي في عالم التصوير وهو تصوير الأجسام عن قرب لإبراز تفاصيلها بشكل واضح بأي شكل كان سواء جماد أو حيوان أو أي شيء. أما الميكرو فهو اختصار لكلمة ميكروسكوبي microscope وأكثر شيء يستخدم للأبحاث العلمية وهو التقريب أكثر من الموضوع لتصوير جزء معين منه وتوضيح التفاصيل الموجودة فيه يعني تجريد موضوع يعني أخذ عينة أو منطقة بسيطة لتصويرها وإبراز تفاصيلها بعدسات مجهرية خاصة.
وماهي تفاصيل تصوير الحشرات؟
تفاصيل الحشرات كثيرة جداً وتختلف من حشرة لأخرى، سواء من ناحية الألوان أو التفاصيل المتواجدة في الجسم أو العيون أو الشعر، وبعضها يكون جمالها في تصويرها الخارجي في الحياة البرية وعن سلوكيات وطبيعة حياتها من الأكل والافتراس والتزاوج وحركتها.
كم من الوقت تقضيه في تصوير الحشرات ؟
يختلف ذلك من صورة لأخرى، حسب نوع التصوير الذي أقوم بتصويره سواء تصوير خارجي أو داخلي، يعني تصوير خارجي ماكرو والداخلي الميكرو.
والميكرو هو أكثر نوع أقوم بتصويره ويختلف نوع التقريب للحشرة من 1X الى 10X يختلف لأن هذا أكثر تقريب وصلت إليه إلى الآن، ولكن تقريباً يأخذ مني بعد إمساك الحشرة وتجهيزها للتصوير وتثبيتها وتصويرها ما يقارب من ساعة إلى 5 ساعات متواصلة. وذلك لأن بعضها يجعلني أعيد التصوير بسبب اهتزاز أو مشكلة ما في الإضاءة أو أيًا كان.
وتختلف طبعاً الدقة من صورة لصورة؛ فبعضها تكون الصورة من 100 صورة وبعضها أقل وبعضها أكثر قد تصل الى 700 صورة ( هذه الصور قبل الدمج )
وبعدها يكون دور الدمج فقط، وهي دمج الفوكسات في الصورة ما يقارب من نصف ساعة إلى ساعة ونصف أو ساعتين على حسب سرعة جهاز الكمبيوتر في الدمج.
وبعدها يكون دور التعديل وتصحيح الألوان والإضاءة وإلى آخره عن طريق برنامج الفوتوشوب ويأخذ مني بعضها أياما؛ لأني أكون متواصل ما يقارب أربعة ساعات تقريبا وبعدها أكمل فيما بعد، وبعضها أخلصها بساعة، ولكن تختلف من صورة لصورة.
عن تكاليف التصوير وخاصة التصوير الذي تمارسه فصل أكثر ؟
هي مشكلة الماكرو، وهي التكاليف؛ حيثُ إنها مكلفة جداً وغير متوفرة في الشرق الأوسط بشكل عام فأقوم بشرائها من مواقع من الخارج سواء كانت مستخدمة أو جديدة. ولكنها مكلفه جداً من ناحية العدسات المجهرية ومن ناحية الإضاءات والسلايدرات والأنبوب أو المنفاخ.
ما هو طموح رياض وهل هناك دعم لموهبتك ؟
أطمح أن تكون أعمالي مزودة لبعض الجامعات بالسعودية أو العمل مع مركز أبحاث متخصصة في هذا المجال كونه تخصصاً نادراً بالسعودية وقليلاً من يستخدم هذا المجال ليرى المخلوقات الصغيرة بعضها مفيدة في حياتنا والبعض الآخر ضار وبعضها تؤدي إلى الموت. كما أطمح أيضًا أن يكون هناك راعي يرعى هذه الأعمال ويقوم بتزويدي بالمعدات والمستلزمات اللازمة.
أخيرا معلوماتك: الاسم والعمر والوظيفة وحسابك في الانستجرام؟
- الاسم: رياض أحمد حمزي
- المدينة: جيزان
- العمر: 32 سنه
- الوظيفة: حكومي
- حساب انستجرام
https://www.instagram.com/riyad_hamzi/